تفجيرات دمشق: نكهة إرهاب سعودي
أغلب (الانتحاريين) في سوريا ينتمون للجنسية السعودية، هذه الحقيقة لم تعد محل جدال لأن الوقائع على مدار سنتين وبيانات جبهة النصرة، أكدتها بشكل يقيني، فالعمليات الانتحارية ولاسيما الكبيرة منها تحمل دائماً بصمة الفاعل السعودي ذات الجذور الأفغانية الواضحة.
وهذا أمر له أسبابه، وأحد هذه الأسباب أن الجهادي السعودي يأتي إلى سوريا بدافع وحيد هو أن يموت ويزرع الموت في أوسع بقعة ممكنة تحت عنواني "الفوز بالجنة" و"الاثخان بالعدو"، والطريقة الأسرع لتحقيق ذلك هي العمليات الانتحارية، لذلك ترى السعوديين هم الأكثر إقبالاً على التسجيل في سجل العمليات الانتحارية الذي يتحدد على أساسه دور أحدهم في العملية وموعد تنفيذها. والسبب الآخر أن الجهاديين السعوديين هم أكثر الجنسيات خوفاً من العودة لبلدانهم بعد انتهاء الحرب في سوريا، لذلك يفضلون الموت على العودة لأنهم يعرفون أن سلطات آل سعود التي شجعتهم على الجهاد في سوريا سوف تتخلص منهم بأقرب فرصة بعد عودتهم وبطريقة قد لا يكون فيها ما في العمليات الانتحارية من مجد موهوم.
فخلال يوم واحد، يوم الأحد الماضي، شهدت الأراضي السورية وقوع عدة تفجيرات دموية، كان معظمها من تنفيذ انتحاريين سعوديين.
ففي سياق الاشتباكات المستمرة حول مطار منّغ العسكري بحلب، قام انتحاري سعودي لم يعرف اسمه بعد، بتفجير نفسه بعربة ب م ب مفخخة بأكثر من خمسة أطنان من المتفجرات، وتعتبر هذه أول عملية انتحارية تجري بعربة عسكرية مصفحة وليس بسيارة أو شاحنة كما هو معتاد، بحسب ما أعلنت مواقع جهادية دون أن يتسنى لنا التأكد من صجة المعلومات.
وفي مدينة دمشق وفي نفس اليوم، وقعت تفجيرات عدة في ركن الدين وباب المصلى وكان منفذوها أيضاً من السعوديين بالإضافة إلى سوريين وجنسيات أخرى. وعرف من المنفذين أبو المهاجر وابومالك وابوهريرة وابوعبدرحمن..
وقد تبنت جبهة النصرة بقيادة الجولاني تفجيرات دمشق في بيانها رقم 310 الذي جاء فيه أنه "وقع الاختيار على:قسم شرطة ركن الدين وفرع الأمن الجنائي في ساحة باب مصلى.
فوُضعت الخطط، وأُعدَّت العدة، وجُهِّزت الأحزمة؛ وتقرر إرسال 7 من الإخوة الفدائيين. فكان من نصيب قسم شرطة ركن الدين ثلاثة من الاستشهاديين، بينما جُهِّز الأربعة الآخرون لفرع الأمن الجنائي".
وبحسب مصادر خاصة لعربي برس قريبة من أحد منفذي هجوم باب المصلى فإن العملية وقعت على الشكل التالي: (التفجيرات كانت أشخاص (انتحاريين) حيث جاء 5 أشخاص مسلحين وباللباس المدني وكل واحد يحمل شنطة على ظهره
وقد حاولوا الدخول الى فرع الأمن الجنائي من "مدخل لا حكم عليه" فاعترضهم حارس وطلب هوياتهم فرد عليه أحد الأخوة : من أنت ؟شو بدك بهويتي؟! انا زميلك مابصير تطلب هويتي.
الحارس أصر على الهوية وقال لن تعبر حتى اراها ثم اشتد الجدال فقام احد الأخوة بسحب الكلاشنكوف من الحارس واطلق عليه النار فقام الحارس الآخر بفتح النار على الأخوة وحصل اشتباك قتل فيه 3 من الأخوة المقتحمين بين اشتباك وتفجير أحزمة ناسفة واستطاع 2 الانسحاب من الموقع على ذمة هذا المصدر ،قتل من الأمن الجنائي 2 في الاشتباك أما ضحايا تفجير الأحزمة الناسفة فلم يستطع حصر عدد دقيق لهم ..أغلقت شوارع باب مصلى كلها بعد التفجير وقام الأمن بتفتيش المارة ).
وبحسب معلومات خاصة بعربي برس فإن ثلاثة من منفذي هجوم باب مصلى هم من السعوديين عرف منهم اثنان: حمود محمد البديوي من مدينة القصيم ومعتقل سابق، وصقر الفريدي الملقب بأبو عزام الحفراوي من منطقة الحفر وهو ايضاً معتقل سابق في سجون نظام آل سعود بتهم تتعلق بالإرهاب.
والرواية التي حصلت عليها عربي برس تؤكد عدم صحة ما جاء في بيان جبهة النصرة الذي أكد أن المقتحمين تمكنوا من دخول مبنى الأمن الجنائي وإيقاع خسائر كبيرة في الأرواح، فرواية المصدر الذي نؤكد على أنه مقرب من أحد المنفذين، أكدت أن المنفذين لم ينجحوا في الدخول إلى المبنى بسبب نباهة أحد الحراس ورفضه إدخالهم بدون إبراز هوياتهم وهو ما أدى إلى حدوث الاشتباكات في خارج المبنى. والأمر الآخر الذي يؤكد هذه الرواية أن المشاهد الأولية التي عرضها التلفزيون السوري عن العملية عقب حدوثها بوقت قصير، كانت تتضمن صوراً لمنفذ العملية المدعو صقر الفريدي وهو ملقى قتيلاً في الشارع خارج المبنى، وذلك مع العلم أن هذه المشاهد عرضت دون أن يعرف عارضوها أنها تتبع لأحد المنفذين، مما يؤكد أن الاشتباكات وقعت في الخارج.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
