الهدار الكرار مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 25/01/2012
| موضوع: سيناريوهات الحرب على سوريا: تل أبيب مقابل دمشق الإثنين أبريل 29, 2013 7:39 pm | |
| سيناريوهات الحرب على سوريا: تل أبيب مقابل دمشق[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من الواضح أنّ “تعويم” قضية السلاح الكيميائي، وتسليط الضوء سياسيّاً وأمنيّاً عليه، يأتي في سياق جدّي، وهو ليس مناورة تقوم بها واشنطن وحلفاؤها لزيادة الضغط على دمشق وحلفائها في السياسة. والجدّية هنا تتراوح بين عمل عسكريّ محدود، أو ربّما اعتداء واسع، الأمر الذي ستترتّب عليه قواعد لعبة جديدة على مستوى المنطقة.
قد نشاهد في ما يخصّ “الكيميائي السوري” ما شهدناه في قضية “النووي العراقي”. كرة الثلج السياسية والإعلامية والديبلوماسية حوله تكبر وتتدحرج وتنذر بتغيير قواعد اللعبة التي حكمت الصراع في سوريا خلال عامين ونيّف.
وقد نكون أمام سيناريو مشابه لما جرى في العراق لكن بشكل أقسى وأكثر دمويّة وتدميراً، مع فارق في التفاصيل، وفي أسماء وعناوين اللاعبين، حيث لن تكون الولايات المتحدة وبريطانيا والحلفاء وحدهم في المواجهة، وحيث تقف كلّ من إيران وروسيا والصين في جبهة الدفاع عن مصالحهم في الشرق الأوسط داخل سوريا وخارجها، وحيث ستتلقّى إسرائيل أكبر ضربة صاروخية في تاريخها في حال قامت واشنطن بالاعتداء على سوريا، أو في حال أوكلت الأمر إلى تل أبيب حتى لا تحتكّ بموسكو وبكين مباشرة ضمن ساحة المعركة السورية المفتوحة على كلّ احتمال. تل أبيب مقابل دمشق
هكذا يقرأ “محور المقاومة” أيّ تطوّر نوعيّ على الصعيد السوري. والقرار المُتّخذ، والذي أبلغته طهران للحلفاء وأوصلته للخصوم “أنّ أيّة ضربة عسكرية ضدّ دمشق سوف يتمّ الردّ عليها مباشرة في تل أبيب، وسيكون الردّ مدمرا”، وقد تكون مصالح الغرب في كلّ منطقة الخليج عرضة للإستهداف.
وبحسب المعلومات، فإنّ زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي لسوريا الاسبوع الماضي، حملت كلاماً إيرانياً واضحاً والتزاماً أكيداً من قِبل طهران تجاه دمشق، وقد وصفت مصادر مطلعة على جوّ اللقاء المعادلة التي أنشأها بروجردي بأنّها معادلة توازن رعب، حيث أبلغ كلّ من التقاهم بأنّ “تل أبيب ستكون مقابل دمشق” إذا ما قامت واشنطن أو إسرائيل بأيّ إعتداء على سوريا. وفي هذا السياق قرأ مراقبون في هجومه العنيف والمكثّف على “دولة قطر” تصنيفاً إيرانيّاً واضحاً للخصوم والأعداء بالترتيب وحسب الأولويات. روسيا والصين
موسكو وبكين ليستا بعيدتين عن الموقف الإيراني الرافض لأيّ عمل عسكريّ ضدّ دمشق. لكنّ الأداء الروسي يظلّ مواكباً للعقل الأميركي والديبلوماسية الغربية، ولا يدخل في رسائل مباشرة قبل أن تلمس الدوائر الديبلوماسية الروسية أنّ “قرار الحرب” قد تمّ اتّخاذه.
أمّا بكين التي سارعت إلى إصدار بيان يرفض التدخّل العسكري الخارجي في سوريا “تحت أيّ ذريعة”، فإنّها تظلّ ضمن سياق الرفض السياسي الذي لن يقفز إلى التحرّك المباشر بخلاف موسكو.
وهنا يشير خبراء في العلاقات الدولية والسياسات الاميركية الى أهمّية الموقف الصيني أيضاً ولكن في السياسة، والذي قد يدفع واشنطن الى تجنّب الاحتكاك المباشر بالعملاق الصيني والدبّ الروسي في سوريا، فتقوم بتكليف إسرائيل والضغط عليها من أجل القيام بعمل عسكريّ محدّد على غرار ما جرى في عدوان تمّوز من العام 2006، يوم ضغطت واشنطن على تل أبيب ودفعتها إلى مواجهة لم تكن مستعدّة لها، وخرجت منها دون تحقيق أيّة نتائج عسكرية وسياسية، الأمر الذي حقّق انتصاراً كبيراً لمحور المقاومة وحركات المقاومة على مستوى المنطقة، وأحرج واشنطن دون أن يخرجها كلّياً من الملفّ اللبناني. إستعداد سوري
سوريا المعنيّ الأوّل بالتصريحات والنوايا الأميركية، تتعامل على أساس أنّ كلّ الاحتمالات واردة، وتشير المعلومات الى أنّ القيادة العسكرية السورية قد وضعت مخطّطات وسيناريوهات تأخذ بعين الاعتبار احتمال تعرّضها لاعتداء خارجيّ، وذلك بالتنسيق مع الحلفاء.
وهذه السيناريوهات ليست وليدة اللحظة، ولا يمثّل الإعلان عنها نوعاً من ردّ الفعل على التصريحات الأميركية الغربية، بل هي مخطّطات وضعتها دمشق منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، عندما بدا أنّ المواجهة أصبحت مفتوحة على مصراعيها داخليّاً وخارجيّا، وبعدما أيقنت دمشق أنّ خيار “الحلّ السياسي” ليس سوى مضيعة للوقت، في ظلّ الحرب الكبرى التي يخوضها محور أميركا – تركيا – عرب الخليج ضدّ عاصمة الأمويّين.
وفي حين استمع المسؤولون السوريّون بدقّة لكلّ كلمة قالها علاء الدين بروجردي أثناء لقاءاته معهم، تشير المعلومات إلى أنّهم أبلغوه أيضاً قرار دمشق الحاسم في ما يخصّ استعداداتها لصَدّ أيّ اعتداءٍ… دمشق لن تكون بغداد ثانية. | |
|