الهدار الكرار مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 25/01/2012
| موضوع: إرتباك القاعدة وحساباته الاستراتيجية؟ الثلاثاء أبريل 16, 2013 12:39 am | |
| إرتباك القاعدة وحساباته الاستراتيجية؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لم تصمد القراءة السريعة والمتسرعة من قبل بعض أصحاب الرأي بشأن إعلان زعيم ما يسمى بـ"دولة العراق الاسلامية" ابو بكر البغدادي دمج هذا التنظيم مع تنظيم "جبهة النصرة" في سوريا تحت مسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لأن جبهة "النصرة" لم تنتظر طويلاً، ولم تذهب الى القنوات السريّة لبحث ودراسة دلالات دعوة ـ او قرار ـ البغدادي، وإنما أعلنت عبر تسجيل صوتي على شبكة الإنترنت وبلسان زعيمها أبو محمد الجولاني مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري على السمع والطاعة والخضوع، وكان ذلك ابلغ وأسرع رد على خطوة الدمج.
وأقر الجولاني أن جبهة "النصرة" حظيت بدعم ومساندة "دولة العراق الاسلامية" في بدايات ما أسماه بالثورة السورية، في الوقت الذي اعتبر البغدادي ان الجولاني عين زعيما لجناح تنظيم القاعدة في سوريا من قبل مجلس شورى "دولة العراق الاسلامية". وفي مقابل عدم صمود القراءة السريعة والمتسرعة التي ذهبت الى أن توحيد جناحي تنظيم القاعدة في كل من العراق وسوريا يمثل مؤشراً واضحاً على أن التغيير سيسير بصورة متوازية في كلا البلدين، في مقابل ذلك هناك قراءة أخرى مغايرة تماما تشير إلى اختلاف في المواقف بين جناحي التنظيم وهذه ملامحها ومعالمها الأولية.
وأبرز معطيات هذه القراءة:
ـ وجود، إن لم نقل صراع، فإنه خلاف واختلاف كبيران، لهما خلفيات سابقة بين زعامات تنظيم القاعدة في كل من العراق وسوريا، لا يبدو انهما يتعلقان بالخطط والاستراتيجيات العامة بقدر ما يتمحوران حول الإمساك بتلابيب السلطة والقرار والزعامة.
ـ تعدد واختلاف الارتباطات والأجندات الخارجية لكل من الجناحين، بحيث إن تقاطعات واختلافات الأطراف الخارجية ـ السعودية وتركيا وقطر ـ ربما تكون قد ألقت بظلالها على واقع العلاقات بين جناحي التنظيم.
ـ الضربات التي تعرض لها تنظيم جبهة "النصرة" في سوريا، وازدياد حدة الخلافات مع القوى المعارضة الاخرى، لا سيما الجيش السوري الحر، الى جانب استعادته جزءا من زمام المبادرة في العراق، ربما شجعت تنظيم "دولة العراق الاسلامية" على السعي لوضع جبهة "النصرة" تحت مظلتة.
ـ غياب القيادة المركزية والمؤثرة والقوية لتنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه أسامة بن لادن مطلع شهر ايار/مايو من عام 2011 في باكستان على أيدي القوات الاميركية، وهو ما شجع بعض أجنحة التنظيم على التجرؤ للتوسع والهيمنة على اجنحة اخرى للتنظيم.
ـ القلق المتنامي لبعض قيادات وأجنحة تنظيم القاعدة من تنامي نفوذ تيار الإخوان المسلمين، خصوصا بعد نجاحه في تبوؤ مواقع الصدارة في أكثر من بلد عربي كواحدة من نتائج ثورات الربيع العربي، كما هو الحال بين مصر وتونس. ويزداد ذلك القلق بتحول بوصلة الدعم والتأييد لأطراف اقليمية فاعلة ومؤثرة كالعربية السعودية من خلال رفع يدها عن مساندة التوجه الاسلامي واتجاهها لمساندة التوجه العلماني بدفع وضغط من قوى دولية في مقدمتها الولايات المتحدة الاميركية.
واذا اعتبرنا ان خطوة البغدادي، سواء كانت شخصية أو حصيلة قرار شورَوي، بأنها كانت مرتبكة، لم تخرج عن كونها تخبطاً غير مدروس، فإن ذلك الارتباك لم يأت من فراغ، وإنما افرزته ارتباكات في مستويات أخرى، من بينها الارتباك على مستوى ادارة وتوجيه ومسارات الأزمة في العراق بين متظاهري المحافظات الغربية من جهة والحكومة العراقية من جهة اخرى، وهو ما عبرت عنه بوضوح الانشقاقات والتصدعات في الجبهة السنية على الصعيد السياسي والعشائري معا، ومن بينها ايضا التصدعات وتقاطع المواقف بين قوى المعارضة السورية، وكانت محاولة اغتيال قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد من أبرز مؤشراتها، اضافة الى معارضة بعض القوى تعيين الكردي المقرب من تيار الإخوان المسلمين غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية في المنفى، والمستوى الآخر للارتباكات هو خروج السعودية من محور انقرة ـ الدوحة ـ الرياض الداعم للتغييرات السياسية في المنطقة لمصلحة صعود التيار الاسلامي السني المتشدد، وإضعاف ومحاصرة التيار الشيعي في العراق وإيران ولبنان والبحرين ومواقع اخرى.
والسؤال هنا هو: هل الاختلاف او الخلاف بين جناحي تنظيم القاعدة في سوريا والعراق هو الأول من نوعه؟
بالطبع إنه ليس الأول من نوعه، وإن تنظيم القاعدة مثله مثل أي تنظيم سياسي اخر عرضة للتصدعات والانشقاقات والاختلافات، لا سيما ارتباطا بحقيقة سعة التنظيم وامتداداته الكبيرة وتنوع ظروف وأوضاع الساحات التي يتحرك وينشط فيها؟
بيد ان ذلك لا يعني بداية النهاية للتنظيم، ولا حتى لجناحيه في سوريا والعراق، ولا احتراق اوراقه، فوجود ارتباكات لا يعني انهياراً كاملاً، وبروز خلافات واختلافات لا يعكس وجود اشكالية حقيقية لدى التنظيم، ولا غياباً للأهداف والرؤى الاستراتيجية. وقبل أربعة اعوام تقريبا سرب تنظيم القاعدة معلومات عن استراتيجية ومراحل عمله، والتي تمثلت بما يلي: الاولى: قيادة دولة العراق وجعل المجاميع المسلحة في العراق تحت خيمة عمله العسكري، او بحسب تعبيره " قيادة زمام الجهاد بعد خروج المحتل".
الثانية: قتال شيعة العراق وبعض القوى المرتدة، مثل الجهات السنية المشاركة في الحكم كالحزب الاسلامي العراقي وتيارات اخرى، حتى تطهير أرض العراق منهم.
الثالثة: استلام الحكم في العراق وإدارة الصراع عقائديا وسياسيا مع الشيعة.
ووفق ما جاء في التقارير تقوم استراتيجية القاعدة بعد انجاز المراحل الثلاث على اعادة الخلافة الاسلامية للعراق وجعله منطلقا لإسقاط حكومات دول المنطقة، وقد جاء في نص بيان صدر في بداية شهر نيسان/ابريل من عام 2007 "اقامة اول حكومة اسلامية في المنطقة منذ سقوط الخلافة العثمانية قبل قرنٍ من الزمان لتخليص المسلمين من حكم الطاغوت الذي حكم ديارهم بالحديد والنار، ولإرجاع الشعوب الاسلامية المقهورة الي دينها وشرع ربها". | |
|