تساكن ايراني امريكي على اسوار اسد الشام !
يسأل كثيرون في دمشق ان كان انكسار موجة التصعيد الامريكي على اسوار عاصمة بلادهم في نهاية الشهر المنصرم بمثابة الفصل الاخير من الحرب الكونية التي بدأت ضدهم منذ سنتين ونصف !
ويتسائل محللون ان كان التقارب الامريكي الايراني الديبلوماسي سيكون على حساب التحالف الايراني السوري ؟!
في هذه الاثناء تدور نقاشات واسعة وحادة في دوائر صنع القرار الايراني ان كان من الصحيح اصلا المراهنة على تغير حقيقي يمكن ان يرى النور في السياسة الخارجية الامريكية ؟!
ايا تكن الاجوبة على هذه التساؤلات فان القدر المتيقن من كل هذا ان المعركة بين الحمل الوديع وهو شعوب المنطقة وقواها الحية والذئب الجريح وهو الامريكي الانجلوسكسوني الصهيوني لا تزال على اشدها على اسوار القدس و اسوار دمشق واسوار كل العواصم العربية والاسلامية ، وهذا الكلام ليس لعنا ولا سبابا لا لامريكا ولا لاتباعها ولا للمراهنين على حصول تغييرات جدية في سياستها الخارجية تجاه اي من القضايا او الملفات الساخنة في بلاد العالمين العربي والاسلامي !
حتى وزير الخارجية الايراني الجديد محمد جواد ظريف وهو الوزير المكلف برعاية تفاصيل الحوارات مع الجانب الامريكي من جانب الشيخ الرئيس حسن روحاني كان واضحا عندما ابلغ النواب الايرانيين في لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي البرلمانية بان المكالمة الهاتفية بين اوباما وروحاني ليس فقط لم تكن مفيدة بل و لم يكن لها داع ، وهي المقصودة بجملة الاعمال التي لم يكن لها داع في خطاب الامام القائد كما جاء في جلسة استماع ظريف مع اللجنة البرلمانية المذكورة اعلاه بعد عودته من نيويورك !
الوحيد الذي لا يزال مراهنا على وجود فرصة تحول امريكية سانحه تجاه ايران في هذا السياق هو رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ الرئيس اكبر هاشمي رفسنجاني ، والذي يصر على الاعتقاد بان شعار الموت لامريكا اصبح باليا و عفى عليه الزمن وانه بات من مصاديق ما نهي عنه في القرآن الكريم ، من حيث النهي عن السباب واللعن !
والمشكلة مع هذا النمط من مدرسة التفكير لا تكمن في كون اتباعها لا يفقهون ، او عاجزون عن فهم ظواهر التحولات السياسية ، بل لانهم باتوا يراهنون على مصائرهم التي باتت على ما يبدو مرتبطة بخروج هذه المدرسة من الحياة السياسية من المنطقة كلها بعد الفشل الذريع والانكسار الكبير الذي لحق بها على اسوار دمشق !
حتى الرئيس روحاني الذي حاول اتباع هذه المدرسة الماكياويلية المراهنة عليه او التدثر بعبائته او مصادرته فانه امر رجاله بوضوح بعدم الركون الى اي من وعود اوباما او اتباع اوباما في المنطقة !
بل ان روحاني كما يتم التداول بصورة واسعة في اروقة حكومته يقترب شيئا فشيئا من نفض اليد من السعودية و اليأس من احتمال التفاهم معها حول اي من الملفات المهمة في المنطقة ، ما لم تقرر القيادة السعودية العليا فك ارتباطها بخليف تل ابيب وممثل المحافظين الجدد الامريكيين لديها اي الامير بندر بن سلطان !
مصادر مؤكدة في هذا السياق تؤكد بان روحاني ربط اي زيارة مقبلة له للسعودية بامرين هامين آخرين اضافة الى موضوع وقف الايران والشيعة فوبيا الا وهما ابعاد بندر من سلطان عن اي حوار جدي بين الرياض وطهران , واعادة نظر الرياض بقرار التدخل العسكري والاستخباري والامني الداعم للارهابيين في سوريا !
من جهتها فان موسكو لا تنفك تؤكد لطهران بتمسكها بخيار عدم القبول باي شرط من احد اي احد للدخول الجدي في عملية جنيف ٢ التسووية في اشارة واضحة برفض اي شرط مسبق حول نقل صلاحيات الاسد الى حكومة انتقالية او عدم ترشح الاسد لانتخابات الرئاسة في العام ٢٠١٤ م ما يؤكد متانة التحالف الايراني السوري الحزب اللهي اللبناني ومعادلة الردع التي اسقطت خيار العدوان على اسوار دمشق و الذي كان بمثابة الرافعة التي جعلت بوتين يخرج قويا من قمة العشرين امام اوباما المنعزل والمنكسر والباحث عن ذريعة الهروب من ساحة المواجهة !
وعليه يمكن القول وبلا مواربة بان لا توافقات اقليمية او دولية على سوريا الاسد بل ولا تسويات ممكنة من دونه ان لم يكن الاقوى القول بانه بات الرجل جزءا من لعبة نادي الكبار بعد ان صارت المعادلة اقرب ما تكون الى حالة تساكن اقليمي دولي بين محور المقاومة والمحور الامريكي حول الشام لا يريد احد تخطي خطوطه العريضه بعد انكسار آخر موجات الاحادية الامريكية على صخور معادلة الردع المقاومة !
اما المراهنين على تحول ايراني عن سوريا لصالح امريكا ، فكما يقول احد الخبثاء من المراقبين للمشهد السياسي الايراني العام فمثل هؤلاء اشبه ما يكون بمثل اولئك المراهنين على بث فيلم اباحي من قناة المنار المقاومة !
نعم ترى طهران نؤقتا بانه من المصلحة والحكمة عدم التسرع في ملاحقة العدو حتى عقر داره والتساكن معه في وسط الميدان الى حين وهو ما وصف مؤخرا بالمرونة الثورية كما جاء على لسان القيادة الايرانية العليا !
اما المعركة الكبرى حول القدس وفلسطين واكناف بيت المقدس بين محور المقاومة والامريكيين فهي قصة اخرى لم تبدأ فصولا بعد ، لكن ساعتها قد تلوح في الافق مع كل جديد ، في حال فكر الاسرائيلي الاحمق كسر حالة التساكن الايراني الامريكي حول الشام..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]