الأسد يجتمع مع قادة الجيش ويطلب منهم انهاء عملية درع دمشق واستكمال تطهير حلب
في موازاة تحقيق روسيا تقدما دبلوماسيا في موضوع الازمة السورية، بالغاء عدوان عسكري اميركي كان قائما على سوريا، فان النظام السوري مصمم على تسجيل تقدم في الميدان يلاقي حلا سياسي يطبخ على نار هادئة احيانا وساخنة احيانا اخرى، وفق المعطيات التي تنتجها العمليات العسكرية على الارض من قبل الجيش السوري ، وكل المجموعات المسلحة الجهادية والتكفيرية وابرزها «جبهة النصرة» و«الدولة الاسلامية للعراق والشام»، وهما الاقوى على الارض عسكرياً ويسيطران على مساحات واسعة من سوريا لا سيما في شمالها في ارياف حلب وادلب ودير الزور والحسكة، وفي مناطق الغوطتين الشرقية والغربية، وبعض بلدات في درعا وسهل حوران.
فمع تراجع العدوان الاميركي على مواقع محددة للنظام السوري، بذريعة استخدام «السلاح الكيميائي» في معاركه مع المتمردين عليه، فان الحسم العسكري الداخلي بات العنوان الذي يتقدم على ما عداه، وان القيادتين السياسية والعسكرية، قررتا انهاء عملية «درع دمشق» بأسرع وقت ممكن، وفق ما ينقل زوار العاصمة السورية عن مسؤولين بارزين فيها، يبدون ارتياحهم الى ما انتهت اليه قضية استخدام «السلاح الكيميائي» منخلال اتهامات سيقت ضد النظام من قبل اميركا وحلفائها الاوروببين والعرب، وان الجيش السوري وُضع بجهوزية تامة للرد على اي عمل عسكري اميركي محتمل، وان الضربات العسكرية التي قال عنها الرئيسي الاميركي باراك اوباما انها ستكون محدودة، كان الرد بالنسبة الينا سيكون شاملاً وفق ما ينقل الزوار عن مصادر قيادية سورية بارزة، التي تشير الى ان الفرق العسكرية في الجيش العربي السوري لم تستخدم او تزج في مواجهة المعارضة المسلحة، بل ان فرقا عدة ما زالت في قواعدها ومراكزها في مواجهة العدو الاسرائيلي في الجولان، واخرى تنتظر ان تقوم قوات اميركية واطلسية او عربية بعملية عسكرية.
فالجهوزية للرد على العدوان الاميركي ما زالت قائمة، وهي الرسالة التي وصلت الى الادارة الاميركية، وادت الى هذا الانكفاء الاميركي، بعدما قدمت موسكو مبادرتها لوضع الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية وانتساب سوريا الى منظمة حظر استخدام هذه الاسلحة، وفق ما تقول المصادر، اذ ان قبول سوريا بالمبادرة وجهوزيتها للرد على العدوان، احرجا اوباما وفتحا له باب الخروج من الورطة، الا ان سوريا اشترطت ان توقف اميركا وحلفاؤها مساعدة «الارهابيين» للبدء بحوار داخلي، وهذا ما تقوم به روسيا من خلال اتصالاتها باميركا، من اجل توظيف المبادرة الروسية والترحيب الدولي لجهة وقف العمل العسكري الخارجي، ليواكب ذلك انعقاد «مؤمر جنيف ـ2»، الذي تأخر عاماً ونصف العام تقريباً، وكانت الكرة دائماً في ملعب ما سمي بـ«اصدقاء سوريا» الذين لم ينجحوا في تأمين وفد معارض موحد للجلوس الى طاولة الحوار مع السلطة السورية، وهو الموضوع الذي ما زال مطروحاً، ولا جواب عليه.
وانعقاد مؤتمر «جنيف ـ2 » يتقدم، والبحث بين روسيا واميركا هو على من يحضره وجدول اعماله والمرحلة الانتقالية، وقد تم تكليف الموفد الاممي ـ العربي الاخضر الابراهيمي التحضير لهذا المؤتمر في تشرين الاول بعد الاتفاق على موعده بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري، الذي اكد على الحل السياسي، حيث تواجه الادارة الاميركية ضغطاً عربياً وتحديداً من السعودية وقطر وكذلك من تركيا، الا يشارك الرئىس السوري بشار الاسد او من يمثله المؤتمر، والحل الامثل هو بتنحيه عن السلطة، وهو موضوع غير قابل للنقاش من قبل الاسد نفسه او اركان النظام، ولا من روسيا وايران.
وحتى الوصول الى توافق على انعقاد المؤتمر لحل الازمة السورية، فان القيادة السورية عقدت اجتماعاً واتخذت قراراً بالقيام بعملية عسكرية واسعة تجتث كل البؤر الامنية حول دمشق وبسط سلطة الدولة على كل ريف دمشق في الغوطتين الشرقية والغربية، اذ تشير المصادر القيادية السورية، الى ان معركة الغوطة الشرقية شارفت على نهايتها، وستكون حتى نهاية الشهر الجاري قد تحررت كلياً من المسلحين، حيث سيتم التركيز فيما بعد على الغوطة الغربية، في القلمون ويبرود والبنك، والمناطق المجاورة للحدود مع لبنان في عرسال ومحيطها.
واذ ما نجح النظام السوري في تحقيق هذا الانجاز العسكري الذي تتحدث عنه القيادة السورية، وفق ما ينقل الزوار عنها، وبأن الرئيس الاسد شخصياً ترأس اجتماعات للقادة والضباط في الجيش، وطلب منهم وقف معارك الاستنزاف التي يلجأ اليها المسلحون وانهاء معركة «درع دمشق» وفرض الامن في كل ريف العاصمة، واستكمال ما بدأه الجيش في حلب بتطهيرها من المسلحين بعد العمليات العسكرية الناجحة التي تمت في القصير والخالدية وريف حمص، وفتح الطريق بين دمشق والساحل السوري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]