قبل جنيف 2 .. حسن عبد العظيم يعترف بما لم يعترف به من قبل
ترتيبات جديدة في العالم أجمع, وليس فقط داخليا. الدولة السورية تسلم وثائق الكيماوي, اما اللجان تكاد تبدا في تفكيك ذريعة أقلقت الكثيرين, الترتيبات الجديدة جعلت الكثير من أطراف المعارضة يعيدون صياغة اوراقهم على النحو التالي: جنيف 2 الوجهة، وكل يحمل في جعبته ما يتناسب وتطلعاته.
رغم التحضيرات التي وصفها البعض أنها إسعافيه بما يخص المشاركة في جنيف2 إثر الترتيبات الدولية الجديدة بشأن الملف السوري, بقي التباين واضحا بين المعارضات السورية. ففي الداخل هناك اراء عدة متباينة, ولا تتناسب أيضا مع معارضات الخارج, ومن أبرز التيارات المعارضة في سورية استضاف موقع المنار الالكتروني الأستاذ طارق الاحمد ممثلا عن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي وممثلا أيضا عن ائتلاف قوى التغيير السلمي التي شاركت في مؤتمر طهران للحوار ، وهي تضم عدة احزاب معارضة.
تياره المعارض يبحث عن الأهم, وهو لا يرى في جنيف 2 هدفا بقدْر ما هو وسيلة, مرحبا ومؤكدا على مشاركتهم بهذا المؤتمر, عارضا ما أطلق عليه ثوابت رئيسية ووطنية واضحة لخصها بقوله ” أن نذهب الى تعددية سياسية كما نحن نرغب لأنها الاقوى لسورية ، ولكن مع ثوابت قوة سورية ومنعتها ومكانتها داخل الإقليم, ودون المساس بدور سورية الإقليمي والمقاوم” مؤكدا رفض كل ما يمس بما ذكره من ثوابت, أما أكثر ما يراه طارق الاحمد ايجابيا في جنيف2 ” وقف تسليح المجموعات المسلحة” من قبل الدول الممولة للأزمة السورية, وبالتالي “توقف الاشتباكات” في المنطقة.
حالة وصفها طارق الاحمد بأن “الحدود التركية السورية صارت مرتعا للمجموعات التكفيرية, وبأن سورية أضحت اليوم أكبر مكان لتجمع القاعدة” معبّرا عن صدمته برقم (130 الف) مسلح موجودين في سورية حسب ما اطلع عليه من إحدى الوكالات الاميركية، متطلعا الى سوريا “متقدمة خالية من محاصصات طائفية وإثنية أو عشائرية”. هناك من راهن على سقوط النظام، ولكنه غير رأيه بعد فترة.
كما تحدث عن أهم الخلافات مع باقي المعارضات ” هناك من دعا للتسليح ومن برره من ناحية أخرى”, نافيا صفة العقلانية عن كل من طالب بالسلاح لحماية ما أسماها “التظاهرات السلمية”, كما تحدث عن مراهنات أسماها بالخاطئة وهي ” أن النظام سيسقط ، ولم يرغبوا بأخذ خيارات خاسرة”, وهذه ما اعتبرها طارق الأحمد أهم نقاط الخلاف مع معارضات الداخل السوري, وخصص في كلامه “حتى لا أشمل كل المعارضين هناك جهات معينة, راهنت على سقوط النظام هم الاخوة في هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة كانوا ممانعين فكرتنا ومتمسكين بان النظام سيسقط”, معقبا ” كنا ننتقد النظام بكل ما لا ينسجم معنا, بما في ذلك تسويق النظام للحل الأمني, برغم اننا نادينا منذ لبداية بالحل السياسي”.
تطرق طارق الاحمد ممثل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير خلال حديثه لموضوع الجيش العربي السوري كجيش وطني ، منتقدا كل الجهات التي تصف هذا الجيش بانه ميليشيات, مؤكدا أنه “في سورية جيش وطني واحد هو الجيش العربي السوري” مطالبا الحكومة السورية ” بإعطاء هذا الجيش كل الإمكانيات لأنه يخوض حربا غير مسبوقة, ولا يكفي التغني به فقط” متابعا توجيه الكلام لكل من لا يرى أهمية الجيش السوري ” الجيش السوري هو ضمانة لوحدة سورية, ويجب على الجميع الالتفاف حوله” خاصا المعارضة الرافضة لدور الجيش, يرى الاحمد أيضا أنه “لولا قوة هذا الجيش لما قبلت القوى العالمية بالذهاب الى جنيف”.
هيئة التنسيق تتحدث بلهجة جديدة حيال موقفها من “النظام السوري” مقرة بمعلومات لطالما دأبت جهات كثيرة لتوضيحها ولكن..
في المقلب الآخر ما كانت تسميه “هيئة التنسيق الوطنية المعارضة” في سورية “تفاوضا مع النظام”, غيرت اسمه الى “حوار”، وهذا ما عبَّر عنه حسن عبد العظيم المنسق العام في الهيئة مؤكدا استعداده ومضيه نحو حنيف2. ويقول “ان من كان يدعم سفك الدماء في سورية وتوريد مقاتلين متطرفين في القاعدة, من دول عظمى وإقليمية اليوم ذهب الى جنيف 2″ ومرده بالنسبة له “تسليم سورية السلاح الكيماوي ، فالمخابرات الأمريكية والاسرائيلية وغيرها من المخابرات العالمية كانت تستعد في الأردن للاستيلاء هذا السلاح الكيماوي في لحظة مناسبة”
وفي حديثه عن دور أنقرة يرى عبد العظيم أن تركيا التي “تورطت في احتضان وتسليح وتدريب المجموعات المسلحة ، وما سهلته لهم من طريق ومعسكرات لضرب القوى السورية ، سينقلب عليها” خاصة بعد تهديد داعش لتركيا في حال عدم فتح المعابر مرة ثانية , ما اعتبرته هيئة التنسيق “خطأ ارتكبته الحكومة التركية عندما راهنت على اسقاط النظام السوري بقوة السلاح”، مقرا أن تركيا جزء من التحالف الدولي الذي كان له دور في أزمة سورية ” ستلتزم غدا تركيا بما ستقوله الدول الخمس الكبرى”
أما بشان ما قاله طارق الاحمد عن مراهنات هيئة التنسيق على “سقوط النظام في سورية” ، فقد رد عليه عبد العظيم بقوله “نحن لم يتغير موقفنا ،ما زلنا نبحث عن تغيير النظام” مقرا أن “لهم مكان في الحكومة الانتقالية طالما أنهم طرف في جنيف2″.
عبد العظيم الذي رد سبب الخلافات ما بين أطياف المعارضة السورية إلى “تدخل العديد من الدول العربية والاقليمية”, مضيفاً أن “من يرفض من معارضة الخارج التوحد في معارضة واحدة ، لن يجد له مكان في سورية المستقبل”.
أحمد الجربة بمن يمثلهم من معارضة الخارج , لا يستطيع أن يرفض ما أقر من قوانين لجنيف2, كما يرى عبد العظيم الذي يتمنى اليوم ان يوحد المعارضة كلها لتحصيل نتائج أفضل في الحوار.
الاراء المتباينة لدى أطراف المعارضات السورية – خارجية أم داخلية – لا تشي بأن العملية ستكون سهلة لإيجاد طرف قوي يواجه الحوار مع الدولة السورية. طارق الاحمد بمن يمثلهم لا يعترف بما يسمى “الائتلاف الوطني السوري” خاصة بعد دعوة الأخير للتدخل العسكري ذاهبا إلى أبعد من ذلك “بتخوين كل من يحاول جر العدوان على بلاده”, بينما يتمنى عبد العظيم التنسيق مع الائتلاف، فالوقت يسير والمصلحة العليا في وجهة نظر ائتلاف قوى التغيير السلمي تبقى للوطن أيا كانت التضحيات التي ستقدمها هذه الجهة حيال انهاء الأزمة السورية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]