درع العاصمة يكاد يكتمل.. بعد شبعا، ما هو الهدف القادم للجيش السوري في الغوطة؟
أنهت وحدات الجيش السوري بمؤازرة وحدات من حزب الله عمليتها العسكرية في بلدة شبعا المحاذية لطريق مطار دمشق في الغوطة الشرقية بالسيطرة عليها في غضون ثلاثة أيام مسقطاً بذلك أحد أهم البقع العسكرية للمسلحين.
أدت هذه العملية وفق التقديرات الأولية المبنية على معلومات من مصادر مطلعة على مجريات العملية، أن خسائر المسلحين في شبعا وحده قد تعدى الـ 150 قتيلاً نصفهم من الأجانب القادمين من داخل الأردن عبر درعا، حيث إستطاعت القوات المسلحة بفضل إمكانيات مقاتليها فضلاً عن الإسناد العسكري الممتاز من السيطرة على هذه المنطقة بفترة قياسية لتتمكن بذلك من السيطرة على طريق مطار دمشق وايضاً طريق السيدة زينب، حيث تعتبر شبعا نقطة خلفية أساسية لإمداد المسلحين في مناطق الحسينة والذبابية اللتان تسيطران عليهما الجماعات المسلحة.
الهدف القادم
تنظر القوات المسلحة السورية اليوم لإبعد من شبعا بعد إنتهاء المعارك فيها، على ما يقول مصدر عسكري سوري من ريف دمشق، الذي يكشف للــ “الحدث نيوز” بأن “القوات السورية تتحضّر اليوم للاستكمال العمليات وعمليات التقدم في الغوطة الشرقية، بالتوازي مع تقدم الوحدات الأخرى في حي برزة جنوب دمشق المحاذي للغوطة الغربية والذي يعتبر أحد أبرز الأحياء الساخنة، وأبرز الممرات من الغوطة إلى العاصمة، وذلك بعد إغلاق منذ كاراجات العباسيين – جوبر”.
يقول المصدر العسكري بأن “الجيش السوري ينجز خطة محكمة عبارة عن خنق المسلحين في مناطق تواجدهم، اي تلك التي يسيطرون عليها، فهذه العملية تمكّن القوات السورية من التغلغل داخل الأحياء والمناطق الخارجة عن سلطة الدولة وفرض إيقاع الجيش السوري عليها، وإلزام المسلحين بمقارعة هذه القوات في محمياتها”، مشيراً إلى ان “المسلحون ينهارون بسرعة قياسية في الغوطة الشرقية نتيجة إحطام الطوق خصوصاً من مناطق درعا حيث بات من الصعب وصول إمدادات عسكرية من المسلحين إلى هذه المناطق كما في السابق.
برزة – القابون – جوبر على خط النار
بالتوازي مع ذلك يشير المصدر إلى ان العملية في الغوطة الشرقية مرتبطة بالعمليات العسكرية في أحياء دمشق الجنوبية أي (برزة، والقابون، وجوبر) مشيراً إلى ان العمليات القادمة ستكون في هذه المناطق لتطويق المسلحين في الأعلى وممارسة إستراتيجية القضم من جميع المحاور وصولاً لحشر المسلحين في الوسط والقضاء عليهم، معتبراً أن “الانجاز في شبع قد سمح بتسريع وتيرة العمليات العسكرية ونقلها لمناطق جديدة”، حيث باتت مناطق غوطة دمشق الشرقية كافة تحت سلطة الجيش السوري بشكل إستراتيجي (ناري) وقريباً سيتم تطهيرها بشكل شامل.
وعن الغوطة الغربية قال المصدر بأنها ليست بعيدة عن هذا الجو، فهي تنتظر المعركة الشاملة بعد تأمين الغوطة الشرقية وأحياء دمشق الجنوبية المحاذية لها معتبراً ان المعركة الفاصلة الان هي في جوبر بعد سيطرت الجيش على ما نسبته 90% من مساحة هذا الحي.
إذا عملية “درع دمشق” تسير وفق ما هو مخطط له، حيث تتقدم القوات السورية بشكل متسارع على كافة المحاور، ما ادى لانهيار المسلحين الذين باتوا يفرضون الخدمة الالزامية للشباب في هذه المناطق تمهيداً لسد النقص العسكري واللوجستي بعد قطع الأمداد من الاردن، وتغلغل القوات السورية داخل مناطق الغوطة ومقتل المئات من مسلحي المعارضة هناك.
ميدانياً
ميدانياً يستمر الجيش السوري بعملياته في الغوطة الشرقية، خصوصاً في قريتي “بيت سحم” و “عقربا” حيث دارت معارك عنيفة فجر أمس الجمعة إستمرت حتى الصباح وذلك على أطراف حي “بيت سحم” مترافقة مع قصف معاقل الارهابيين في الداخل براجمات صواريخ الكاتيوشا، في حين دكّت المدفعية السورية “عقربا” بالتوازي مع المعارك في “بيت سحم”.
أما في منطقة السيدة زينب فقد أفادت المعلومات الصحافية عن العثور على أنفاق طويلة تصل لمئات الامتار وذلك إنطلاقاً من حيي الحسينة والذبابية اللذان يشهدان معارك عنيف، والهدف من هذه الأنفاق هو الوصول لمنطقة السيدة وينب وإقتحام التحصنات العسكرية التي أنجرتها القوات السورية لحماية هذه المنطقة.
في المناطق الاخرى في الغوطتين الغربية والشرقية المعارك ما زالت على نفس الوتيرة تقريباً، في حين إشتدت في حي “جوبر” و الجزء المتبقي تحت سيطرت المسلحين في حي “برزة” جنوب العاصمة تمهيداً لتأمينه بشكل كامل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]