مهندس سوري في سجون السعودية لأكثر من عام بتهمة تأييد النظام
يبدو أن ظاهرة الاعتقال التعسفي بتهمة الانتماء للوطن لم تعد مقتصرة على الكيان الإسرائيلي، بل شملت بعض دول الخليج العربي، وعلى رأسها السعودية، المملكة التي أعلنت عداوتها لسوريا شعباً وقيادة. بعد أن تمثلت العداوة السياسية بتسليح الرياض للتنظيمات التكفيرية في سوريا ودعمتها مادياً وسياسياً، وبالمعاداة الشعبية باعتقال المواطنين السوريين بدون أية تهم قانونية، وزجهم بالسجون لسنوات من غير سبب، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية، مستهترة بكل ما صدر من توصيات عن المنظمة العالمية لحقوق الإنسان.
المواطن السوري المهندس عزام محمد عليان أحد معتقلي النظام السعودي، الذي تعرض منزله للمداهمة من قبل قوت الأمن في مدينة جدة، واقتياده هو ورفيقه المواطن السوري أحمد ابراهيم إلى جهة مجهولة، تبين في ما بعد أنها إحدى أقبية الأمن السعودي.
وخلال متابعة "داماس بوست" لهذه القضية، كشف والد عليان للموقع أن ابنه اقتيد من منزله على يد الأمن السعودي في تاريخ 6\7\2012، وسيق به إلى السجن من غير تهمة، ولم يتمكنوا من التواصل مع ابنهم قبل مضي تسعة أشهر على اعتقاله في مكان يجهلونه، ومن ثم تم نقله إلى سجن الحاير في مدينة الرياض، حيث سمحت له إدارة السجن بالاتصال مع والده لمدة دقيقتين.
وفي الدقيقتين اللتين تمكن والد عليان من التواصل مع ابنه فيهما، قال له ابنه المعتقل أنه لا يوجد أي تهمة أو سبب قانوني لاعتقاله ورفيقه، وأن السلطات لم توجه إليه أي تهمة، إلا أن تهمته الوحيدة هي "مواطن سوري موالٍ لنظام بلاده".
وفي معرض اتصال هاتفي أجراه "داماس بوست" مع بعض نشطاء حقوق الإنسان في السعودية، قال أحد الناشطين السعوديين أن السوريين المعتقلين يتعرضون لأسوأ معاملة مرت في التاريخ الحديث للسجون على الإطلاق. وأكد المصدر الحقوقي أن السجون السعودية لا تخضع لأي رقابة دولية، محذراً من تردي أوضاع السجناء هناك، لدرجة تهدد حياتهم أو إصابتهم بأمراض عصبية ونفسية عصية على العلاج.
أما أسرة عليان فما زالت تعيش في أسوأ حالاتها، بشكل يستحضر إلى الأذهان أوضاع عائلات الفلسطينيين الذين تم اعتقال أبنائهم من قبل القوات الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن أصيبت والدة عليان بانتكاسات صحية بسبب وضع ولدها.
وبعد أن دخلت والدة عزام المستشفى، اتصل والد المعتقل السيد محمد عليان بالدكتور مفلح القحطاني مدير مكتب هيئة حقوق الإنسان في السعودية، وشرح له وضع والدة عزام الصحي الحرج الذي تسبب به اعتقال ولدها، فوعده الأخير بمتابعة الموضوع، الأمر الذي لم يحصل مطلقاً.
عاود ولد عزام الاتصال بالدكتور القحطاني بعد عطلة العيد منذ ثلاثة أشهر، وهو موعد كان قد تحصل عليه من القحطاني لمتابعة ما آل إليه ملف عزام الإنساني، ولكن أحداً لم يجبه، فأرسل فاكس شرح فيه الوجع العائلي الذي أصاب الأسرة، فلم يتلقى أي رد حتى تاريخ اليوم.
وبسبب عدم قانونية اعتقال عزام ورفيقه، ناشد السيد محمد عليان منظمة حقوق الإنسان والهيئات ذات الصلة بالنظر في وضع ابنه، إذ تتواتر التسريبات القائلة بأن المعتقلين السوريين في سجون السعودية يتعرضون لأسوأ أنواع المعاملة، محذراً من فقدانه لولده جراء التعذيب، محملاً المسؤولية الأخلاقية للمنظمة العالمية لحقوق الإنسان، والمسؤولية القانونية للنظام السعودي.
يذكر أن المعتقل المهندس عزام عليان يعمل مهندساً في مجال المعلوماتية بشكل قانوني في السعودية منذ ثلاثة سنوات ونصف، أمضاها بدون أي مخالفة قانونية تذكر، وعليان خريج قسم إدارة الأعمال من جامعة المأمون في حلب "قسم هندسة نظام حاسب".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]