الهدار الكرار مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 25/01/2012
| موضوع: داعش والإتفاق السعودي التركي الجمعة سبتمبر 20, 2013 7:27 pm | |
|
داعش والإتفاق السعودي التركي داعش والإتفاق السعودي التركيلم يكن للدور السعودي المعطوب بالتفكير القبلي، أن يستوعب الاتفاق الروسي- الأمريكي حول السلاح الكيماوي السوري، وبالتالي تراجع حظوظ العدوان على سوريا للدرجة صفر في المدى المنظور أقله، ولم يكن له أن يكتفي ببيان جامعة الأعراب صاخب الشكل باهت المضمون، أو بيان مجلس التعاون المكتوب على ورقٍ مصقولٍ وفاخر،لكنه رخيصٌ بلا ثمن وغير قابل للتسويق بين الكبار، ولم يكن له أيضاً الاكتفاء بالصراخ الإعلامي المشين لإعلاميين نَهَلوا من قعر الرذيلة أسمى أخلاقهم، أو لرعاديد ما يسمى بـ (المعارضة السورية) حين يزبدون من فنادقهم على الشاشات البترولية،فكل هذا لم يكن كافياً لتسخين جليد المبادرة الروسية فتذوب فيقترب العدوان، فكانت (داعش) هي الحل. لم يجف بعد حلق المدعو رئيساً لحكومةٍ فراغية مؤقتة أحمد طعمة،وهو يعلن من اسطنبول أنه و جيشه سيحارب الإرهاب والتطرف، حتى كانت (دولة العراق والشام الإسلامية ) تبسط سيطرتها على مدينة إعزاز ، وتذيق رفاقها في خنادق خدمة المصالح الأمريكية بعضاً من سمٍ طبخوه معاً، وهنا أسئلة مشروعة حتى لو كانت بلا إجابات، (فالائتلاف ) سعودي الرأس وحكومته المؤقتة سعودية الذنب، ورئيسها هو من توعد (داعش)، وداعش مرتبطة بالبندر عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة قراراً ومالاً وفتاوي، في حين أن (الإئتلاف) يعتبر أن ما يسمى بـ (الجيش الحر) ذو التمويل القطري والاحتضان التركي ذراعاً عسكرياً له، وكلنا يعلم أن هناك صراعٌ دامٍ بين التركي القطري من جهة والسعودي من جهةٍ أخرى، وكلهم طبعاً تحت السقف الأمريكي، ولكن السؤال المشروع ،ما الذي يحدث في القاع. لا أدعي امتلاك الإجابة القاطعة عما يدور في القاع من متناقضات، بعيداً عن ظاهر الأمر، وهو أن صراعاً سعودياً- تركياً قطرياً يدور على الأرض السورية، للإمساك بكل خيوط الملف السوري، في تسارعٍ محمومٍ من كل التابعين لتقديم أجَّل الخدمات للسيد الأمريكي، ولكن وقياساً على الرغبة السعودية الجامحة بأن تشن الولايات المتحدة عدواناً على سوريا، والرغبة التركية القطرية الطافحة لنفس الأمنية، وكذلك تراجع حظوظ العدوان بعد المبادرة الروسية والموافقة السورية عليها، يبدو أن تلك الأطراف اتفقت على أن تكون دواعي التدخل الأمريكي هذه المرة هي الإرهاب لا الكيماوي، حيث لا يملك الروسي مبادرةً ولا النظام موافقةً، فيصبح الإرهاب الخطر على الأمن والسلم الدوليين على حدود الناتو التركية مبرراً مشروعاً للتدخل للقضاء عليه، وبالتالي مناطق عازلة تحت سطوة الغارات الأمريكية بلا طيار أو أي وسيلةٍ أخرى. ولن يكون مستغرباً أن يبدأ ما يُسمى بـ (الإئتلاف المعارض) بالمطالبة بحماية (ثواره) من إرهاب القاعدة، فقد حان الوقت لتضخيم حجم الإرهاب في عرف (المعارضين) بعد أن كانت السياسة المتبعة سابقاً التقليل والتهوين من وجود القاعدة، وسيتفقون الآن مع الرئيس الأسد حين صرح لـ فوكس نيوز، بأن 90% ممن تحاربهم الدولة السورية هم من تنظيم القاعدة، وهنا يكون الكل كما يظنون رابحاً، فتتحقق الأمنيات البندرية القطرية التركية بالعدوان على سوريا على حساب فوبياداعش، ويصبح تسليح ما يُسمى (الجيش الحر) بأسلحة نوعية أمر مشروع لأنه في جبهة الحرب على الإرهاب، وتصبح المنطقة العازلة أمراً مفروضاً بحكم الواقع، لتمارس فيها ما يُسمى بالحكومة المؤقتة صلاحياتٍ كاملة كدولةٍ مستقلة، فتذهب الدولة السورية إلى جنيف مبتورة الشمال. وحين مراجعة تصريح أردوغان حول تغيير قواعد الاشتباك مع سوريا، وأن جنوده يحق لهم الذهاب إلى أي نقطة، وأي نقطة هذه تعني داخل الحدود السورية، لأن ذهابهم لأي نقطة داخل الحدود التركية لا تحتاج لتغيير قواعد الاشتباك ولا تحتاج للتنويه،واسقاط الطوافة السورية بلا أي مبرر ينم عن نوايا مبيتة واستفزاز مقصود، ولكن أياً كانت نواياهم وأمنياتهم، فهي بلا طائل، فقد اعتدنا منهم الفشل، وإن التقدم الذي يحرزه الجيش السوري على أرض الميدان لن يكون بعيداً عن الحسم في حلب، رغم نظرية عدم قدرة أي طرف على الحسم، فالجيش السوري قادرٌ على الحسم في أي نقطة يختارها، ولكنكم قوم تستعجلون. | |
|