الهدار الكرار مشرف
عدد المساهمات : 950 تاريخ التسجيل : 25/01/2012
| موضوع: سورية وحلفاؤها.. موسم الحصاد الخميس سبتمبر 19, 2013 12:07 am | |
| سورية وحلفاؤها.. موسم الحصاد
ثمة نوع من اختبار القوة شهده العالم والمنطقة مع التهديد الأميركي بالعدوان على الدولة الوطنية السورية، على حد تعبير دبلوماسي أوروبي في بيروت، لكن حلف المقاومة لم ترتجف أعصابه، لا بل إن الأسد ذهب إلى المواجهة إلى حدها الأبعد، بتأكيده أن المواجهة مع الأصيل هي الأهم، بعد سلسلة الضربات والنكسات التي وجهها الجيش العربي السوري للمجموعات المسلحة، وبالتالي قرر سيدهم الكبير النزول مباشرة إلى الميدان. وبرأي هذا الدبلوماسي، فإن سورية بصمودها مع حلفائها استطاعت أن تلعب دوراً مؤثراً قلب الموازين داخل الرأي العام، حتى في داخل الولايات المتحدة الأميركية، حينما جعلته يتساءل عن سر التحالف بين المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقودها وتموّلها وتشرف عليها المملكة العربية السعودية بشخص رئيس استخباراتها بندر بن سلطان، والولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني. ووفقاً للمعلومات، فإن العاصمة الإيطالية روما كانت قد شهدت قبل أسابيع، وبترتيب من الأمير الأسمر بندر بن سلطان اجتماعاً ثلاثياً؛ سعودياً “إسرائيلياً” مع ثلاثة من قادة ما يسمى “المعارضة السورية”، حضرته قيادات أمنية وسياسية رفيعة المستوى من السعودية والدولة العبرية. في ذاك اللقاء كان هناك تأكيد سعودي أن سبعين بالمئة من المجموعات المسلحة في سورية أصبح في اليد السعودية، بفضل الدعميْن المالي والعسكري، وما تسرب من معلومات عن هذا اللقاء فإن السعوديين طمأنوا أصدقاءهم “الإسرائيليين” بضبط الحدود مع الدولة العبرية، وأنها لن تتعرض لأي هجمات، وأن العمل جار لضبط الحدود اللبنانية من خلال إشغال حزب الله وتجفيف قوته، من خلال هز قاعدته بالانفجارات في مناطقه واتهامه بأخرى، بحيث ما أن تسقط الدولة الوطنية السورية حتى يكون تجفيف قوته قد دخل حيز التنفيذ. ومن هنا قررت تل أبيب زيادة دعم العصابات المسلحة بمختلف أنواع الأسلحة، ومعالجة جرحاها في مشافيها.. لكن الهجوم الذي كان قد بدأه الجيش العربي السوري على معاقل وتجمعات المجموعات الإرهابية المسلحة، جعل هذا المشروع يتهاوى تحت الضربات الحاسمة، فكانت اللعبة القذرة باستعمال الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية من قبَل المسلحين، بعد تجربتها “الناجحة ” في خان العسل، وهنا كان الدخول الأميركي العلني على خط التهديد بالعدوان المباشر، بذريعة استعمال الجيش السوري للأسلحة الكيماوية، وبالتالي دخل اختبار القوة ميدان التطبيق، ما أدى – حسب الدبلوماسي الأوروبي – إلى تغييرات نوعية في الوقائع الاستراتيجية الإقليمية والدولية نتيجة صمود سورية ومحور المقاومة، وصلابة الموقف الروسي، الذي أخذ يصعد من استثماره في تكوين معادلات دولية جديدة، يلغي دور الولايات المتحدة كقطب وحيد في العالم، خصوصاً في ظل تصاعد أزمات واشنطن الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وحتى النفسية، حيث أخذت هذه الأزمات تنعكس على أفراد المجتمع الأميركي، تحديداً على الضباط والجنود الذين زُجّوا في حروب متعددة ومتنوعة، بحيث ازدادت معدلات الجريمة والفضائح داخل الجيوش الأميركية، وقد شاهد العالم ضباطاً وجنوداً شاركوا في حروب يقودون مظاهرات أمام البيت الأبيض رفضاً للحرب على سورية، فيما تجلى الإجرام والإرهاب في آخر مظهر له بهجوم مجند أميركي سابق على مبنى البحرية الأميركية في واشنطن على بُعد بضعة أميال من البيت الأبيض ومبنى الكابيتول، وقتله 12 شخصاً في هذا المبنى. لقد عرف حلفاء سورية ومعهم دمشق كيف يلعبون ببراعة متناهية على نقاط الضعف الأميركية، وهي كثيرة جداً، وعلى اللائحة كان هناك خطط أبرزها: - تدمير منشآت الدرع الصاروخية في تركيا، لأنها تستهدف روسيا وإيران. - استهداف منشآت عسكرية أميركية وغير أميركية في الخليج. - استهداف الدولة العبرية بمراكزها الحساسة والموجعة التي تجعل فيها الحياة صعبة. - باختصار، تحويل المنطقة إلى تسونامي عسكري، وهناك من أبلغ واشنطن وتل أبيب أن حربها على سورية ستحوّل المنطقة إلى كرة نار. الدبلوماسي الأوروبي يؤكد أن العالم وصل إلى شفير الهاوية، وليس إلى حافتها، وربما أكثر من أزمة الصواريخ في كوبا عام 1961، حينما سحب الاتحاد السوفياتي صواريخه المدمرة، مقابل عدم الاعتداء على جزيرة فيدل كاسترو. بدأ الاميركي بعد هذه التطورات يفتش عن مخرج، وفي زلة لسان في التاسع من أيلول أعلن جون كيري في مؤتمر صحافي في لندن “أن الطريقة الوحيد لإنقاذ بلاده من الضربة العسكرية هو التخلي عن السلاح الكيميائي”، سيرغي لافروف الذي كان قد تباحث مع وليد المعلم واللهيان، اتصل بعد دقائق بكيري وقال له نريد البحث في اقتراحك، فكان كمن يرمي له حبل النجاة، في نفس الوقت الذي أصرّ زعيم الدبلوماسية الروسية على تأكديه أن المسلحين هم المسؤولون عن استعمال السلاح الكيميائي، وأكد على ذلك في 12 الجاري في جنيف في مؤتمر علني بـ”أن مقاتلي المعارضة هم من شنوا الهجوم الكيميائي، وأن السعودية ودولاً عربية أخرى كان لها دور في الإشراف على هذا الهجوم”. بأي حال، فقد حصلت المفاوضات الروسية – الأميركية، وبدأت حصيلة الاتفاقيات بالظهور، ومن أبرزها: - سحب البوارج والمدمرات الأميركية المهدِّدة لسورية. - التزام أميركي صريح وعلني بالتراجع عن التهديد بالعدوان. - المباشرة بوقف تصدير الإرهابيين من قبل السعودية وغيرها. - الامتناع عن مد الإرهابيين بالمال والسلاح. - الولايات المتحدة تلتزم أمام روسيا، وبإشرافها، بإلزام الحكومات المشاركة بالعدوان على سورية بوقف تدخّلهم. - انطلاق آلية الحوار السياسي السوري كما نصت عليه تفاهمات موسكو التي نكث بها الأميركيون وانقلبوا عليها وجربوا حظهم مع شركائهم لتعديل الموازين، فلم يحصدوا إلا الخيبة. ماذا بعد؟ ربما بدأت السعودية تندب خططها الشيطانية الفاشلة، وثمة من بدأ يتحسس رقبته أو مصيره، وأولهم بندر بن سلطان وشقيقه سلمان الذي يدير غرفة عمليات ضد سورية من الأردن.. تركيا بدأت بالصراخ، وتحاول أن تؤكد أنها موجودة، وهنا يأتي عدوانها على المروحية السورية كفرصة وجدتها أنقرة بعد انعدام العدوان الأميركي، وخروج سورية قوية.. أما الأميركي فسيبقى يصرخ في الهواء، وسيبقى كيري يكذب ويكذب.. الحقيقة الساطعة قالها فلاديمير بوتين: إن قواعد النظام العالمي الجديد ستتشكل من سورية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|