هستيريا تجتاح المعارضة السورية عقب الاقتراح الروسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ليس هناك من دليل على أن الصفقة التي عقدتها سوريا وروسيا بوضع السلاح الكيماوي السوري تحت الرقابة الدولية لتجنب العدوان و إحراج أمريكا و إسرائيل كان ضربة معلم أصدق من مواقف المعارضة السورية التي أصابها نوع من الهيستيريا بسبب هذا الاتفاق.
فما ان أعلن أمس من موسكو عن موافقة النظام في سوريا على الاقتراح الروسي القاضي بوضع السلاح الكيماوي تحت الرقابة الدولية، حتى اصابت اطياف المعارضة السورية حالة من "الهستيريا" والجنون فخرجت الى العلن للتشكيك بصدقية الطروحات الجديدة، ومناشدة الراعي الاميركي ودعوته لشن عدوان على سوريا غير آبهة بما يمكن أن يتسبب به هكذا عدوان من مجازر وقتلى في صفوف المدنيين الابرياء.
ارتفاع نبرة الصوت لدى ما يسمى "المعارضة" السورية الى هذا الحد يعبر عن حالة ارتباك وتخبط في صفوف "المعارضة السورية وداعميها ومموليها الاقليميين، ويؤشر بشكل او بآخر الى حجم الهزيمة التي مني بها هؤلاء بعدما راهنوا مطولاً على قرب الضربة العسكرية لسوريا، لتجري الرياح الغربية بما لا تشتهي سفن رهاناتهم الخاسرة.
رئيس هيئة اركان ما يسمى "الجيش السوري الحر" اللواء سليم ادريس، كان اول من دشن ردود الفعل السلبية هذه، فأطل على قناة "الجزيرة" بمداخلة هاتفية بدت "عاجلة"، كال فيها الشتائم من كل حدب وصوب، واتهم موسكو ودمشق بـ"الكذب" و"الخداع"، محذراً الاميركيين من الوقوع في "شرك الخديعة والتضليل".
لم يكتف ادريس بهذا القدر بل ذهب ابعد من ذلك، داعياً الاميركين الى ضرب سوريا، فقال :"نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب. و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعلمه الكذب. بوتين اكبر كذاب". ليختتم مداخلته بتكرار مناشدته قائلاً:"لا نثق بالنظام، نبارك الضربات، ونجدد تأكيدنا على ضرورة هذه الضربات".
من جهته، وصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المبادرة الروسية بشأن وضع الأسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية، بأنها مناورة سياسية. وأكد الائتلاف رفضه للمبادرة وجدد مطالبته المجتمع الدولي بالرد على استخدام الكيميائي من جانب الحكومة الروسية.
وجاء في بيان نشره الائتلاف أن الدعوة الأخيرة التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليست إلا مناورة سياسية ترمي الى إنقاذ دمشق من الضربات العسكرية من قبل الدول الغربية.
من جهته، حذّر عضو الإئتلاف السوري المعارض ميشال كيلو من أنّ واشنطن ستندم على استعدادها لبحث موضوع الاسلحة الكيماوية مع موسكو، معتبراً ان ذلك سينعكس سلباً على جلسات الكونغرس الأميركي والمُخصّصة لمناقشة مشروع قرار بضرورة توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري والمبررات الأخلاقية لها.
وقال كيلو في حديث لصحيفة "الجمهورية" أن ما جرى يظهر حالة العجز، وهي سياسة هواة أكثر منها استراتيجية. وأكّد أنّ الأسد سيعود ويتنصّل من الاقتراح، وهو محاولة جديدة لتبرير سياستهم في المراوحة. ولفت كيلو إلى أنّ الائتلاف يتجه الى عقد اجتماع في القريب العاجل لاتخاذ خطوات بشكل جماعي، وهو لن يقبل بأخذ السلاح الكيماوي وترك بقية الأسلحة للنظام.