[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد خدع الكثير من المثقفين ورددوا ما قاله السياسيين
بشأن الربيع العربي وتعالت الصيحات ورفعت اللافتات وقد خفي السؤال الكبير
عن أذهان الملايين من الشعوب العربية المنكوبة وهو ما هو دور أمريكا
وإسرائيل في هذا الربيع وما هو مقدار حصتها وما قيمة المردود الإيجابي الذي
لحق بهاتين الكماشتين ؟
كان لا بد من التغيير
تبعا لتغير السياسة الأمريكية والإسرائيلية وقطارها السريع في المنطقة الذي
ركبه من ركبه وكان لزاما تطبيق شعارات الإثنين القاضية بتقسيم المقسم وهذا
واضح للعالم فالسعي إلى تفتيت العالم العربي هو غاية ومطمح للدولتين ولا
بد من التذكير بالشعار القديم من الفرات إلى النيل أرضك يا إسرائيل ) .
لقد
إنشغل العرب بعد التغيير وراحت قضية الشعب الفلسطيني أدراج الرياح وهذا من
ناحية إسرائيل يشكل مؤشرا إيجابيا مهما ، إذا ماذا بقي للشعوب العربية؟
العراق تفكك ، ليبيا تجزأت ، مصر وحرب الأسلاميين والمسيحين، تونس وصراع المدنية والتعصب ، اليمن والحروب المشتعلة .
الشعوب
العربية تسير الآن وفق رؤيا أمريكا وإسرائيل . رجع العرب الآن إلى عصر
الدويلات والمدن ومن جهة أخرى فإيران هي المقصد الأشد بعدا بوصول
الإسلاميين والحركات المتشددة إلى سدة الحكم إنذار لحروب قديمة جديدة بين
المذاهب والأديان ... ثار العراق في الأمس القريب ثورة سبقت الجميع ولكن
التدخل الإيراني من جهة وأمريكا من جهة ومن معها من جهة جعل الشعب العراقي
يقع بين كماشتين قاتلتين وحدثت عندها مسألة خطوط الطول والعرض وكانت
فيدرالية كردستان العراق.
الحقيقة التي لم
يُنبأ بها الشعب هي عنوان جديد لتحديات خطرة جدا وأن الربيع الذي يتحدث عنه
العالم العربي هو ربيع السلفية وربيع المتشددين على الرغم من أن كافة
الجماهير شاركت بالثورات ولكن كانت النتيجة واضحة للغاية.
كان
السيناريو الأمريكي والإسرائيلي واضح تماما في فكرته التي تقضي بتقسيم
المقسم وتجزيء المجزأ إضافة لسعي الإثنين للسيطرة على هذا الوطن الغارق
بالنزاعات والصراعات وإعادة نظام الدويلات تحت إطار التغيير.
هنا
تبرز عدة نقاط على الشعوب أن تنتبه لها جيدا فبصعود المتشددين على سدة
الحكم ما هي إلا ضربة لهم في نهاية الأمر وإسقاط لآيدلوجية حاربوا من أجلها
لأن النتيجة الأخيرة هي إصطدام واضح مع الشعب الذي غيّر وأراق من دمه
الكثير ليتسلق غيره ويقتل فرحة التغيير التي لم تدم طويلا.
سرعة
القطار الأمريكي مهولة جدا وفي هذا الظرف ضربت أمريكا وإسرائيل عدة عصافير
بتغيير واحد وتصعيد ساخن في المناطق العربية التي لم تدرك اليد الخارجية
من وراء هذا الحراك الدامي.
لذا فالحذر واجب من كل خطوة قادمة فالربيع سلفي وليس للشعوب إلا أن تستعد لثورات أخرى قادمة ولكنها أخطر بكثير