[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قمة النبي يونس ...قمة هزائم الجيش الحر والنصرة ...لماذا ؟
في ريف اللاذقية، أكثر من أي مكان آخر، تشهد العلاقة بين الجبهات الإسلامية كالنصرة وأحرار الشام والمهاجرين وصقور العز من جهة والكتائب المسلحة الأخرى توتراً متصاعداً يترجم غالباً اشتباكات أو اعتقالات متبادلة، وطالما ألقت الجبهات الإسلامية باللائمة على باقي الكتائب في جمود جبهة الساحل وعدم القدرة على إشعالها بشكل قوي في وجه النظام.
لذلك قررت كتائب أحرار الشام مع الكتائب الإسلامية الأخرى يوم الأربعاء الفائت، إطلاق معركة تحرير قمة النبي يونس ولها هدفين رئيسين الأول تحريك جبهة الساحل لاسيما وأن هذه الكتائب تعتبر الساحل خزّان إمداد النظام ومرتكز قوته، وفي نفس الوقت تنظر إليه على أنه نقطة ضعفه القاتلة (ولها في ذلك وجهة نظر ليس هذا وقت استعراضها) والثاني السيطرة على قمة النبي يونس التي تعتبر نقطة استراتيجية بالغة الأهمية في معركة ريف اللاذقية وقد يكون لها تأثيرها على جبهة الساحل كلها، وبحسب ما ذكرت مصادر مقربة من كتائب أحرار الشام لـ عربي برس فإن "السيطرة على قمة النبي يونس من شأنها أن تجعل القرى الموالية في ريف اللاذقية تحت مرمى نيراننا و بشكل سهل للغاية " القرداحة يمكن قصفها من هذه القمة " ويضيف المصدر "وسوف يتوقف القصف على الكثير من المناطق الثائرة و المحررة في ريف اللاذقية كما ستتم إعاقة أي قوات يرسلها النظام إلى المنطقة الشمالية الغربية " إدلب وريفها، وريف حلب الغربي " ويتابع "وستصبح قمة النبي يونس نقطة ينطلق منها الثوار ليشقوا طريقهم عبر القرى الموالية وصولا إلى اللاذقية لتطهيرها من أزلام النظام". وعلاوة على ما ذكره المصدر فإن معركة تحرير قمة النبي يونس بحسب متابعين معارضين من شأنها أن "تخفف الضغط على المليشيات المسلحة التي تتلقى هزائم كبيرة في ريف حمص من خلال اضطرار النظام إلى إعادة تجميع قواته وسحبها من جبهة حمص للدفاع عن المناطق الموالية له".
وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها المليشيات المسلحة السيطرة على قمة النبي يونس، فقد نجحت في الشهر العاشر من العام الماضي في السيطرة عليها قبل أن يستعيدها الجيش السوري في أواسط الشهر الأخير من نفس العام، وربما لم يأخذ المخططون الجدد لمعركة تحرير النبي يونس، تلك التجربة باعتبارهم، ولم يتساءلوا لماذا لم تتحقق بالأمس الأهداف التي نصبو إليها اليوم رغم أن القمة بقيت تحت سيطرتنا شهرين تقريباً؟ أم ما هي المدة الكافية التي ينبغي أن يسيطروا خلالها على القمة قبل أن تظهر الآثار الإستراتيجية على جبهة الساحل وجبهة ريف حمص كما تقول مصادرهم؟.
وتفيد معظم الأنباء الواردة أن معارك طاحنة بالفعل قد اندلعت في جبل النبي يونس والمناطق المحيطة به، وأن المليشيات المسلحة بحسب مصادرها تمكنت لأول مرة من استهداف مدينة القرداحة ومنطقة صلنفة بصواريخ كاتيوشا وغراد، وقد اعتبرت المصادر قصف هذه المناطق إنجازاً ينبغي تسجيله. وفي المقابل قامت قوات الجيش السوري بالرد من خلال قصف مركز على معاقل المسلحين في معظم قرى منطقة جبل الأكراد( عكو - كبينة - سلمى - المريج - المارونيات - مرج خوخة - دويركة - جب الأحمر ) وذلك من مرصدي الزوبار وتلا. كما استقدم الجيش السوري تعزيزات إلى منطقة المعارك أتاحت له قلب موازين المعركة بشكل جذري، حيث استطاع أن يجبر المهاجمين على التراجع يجرجرون مع أذيال الهزيمة أذيال أسئلة كثيرة في رؤوسهم عن حقيقة ما حدث للتو، وكيف انهارت معنوياتهم جراء ضربات الجيش السوري لدرجة أن عناصر المجموعات المسلحة بدأت تطلق رصاصها الصديق على بعضها البعض.
فقد ذكر مصدر شارك في عملية تحرير النبي يونس أن مجموعة الملازم أول المنشق عصام برو ومجموعة المقدم أبو الهول دخلوا في اشتباكات عنيفة بين بعضهم البعض سقط على إثرها قتلى وجرحى وكادت تقع الفتنة بين جميع الكتائب المشاركة في عملية التحرير. وبحسب المصدر فإن هذه الحادثة ساعدت قوات الجيش السوري على صد الهجوم والنجاح باستمرار السيطرة على قمة النبي يونس.
وبحسب مصادر خاصة لعربي برس فإن المقدم أبو الهول جرى اختطافه من داخل سيارة الإسعاف التي كانت تقلّه إلى أحد المشافي الميدانية، كما أن شقيق الملازم أول عصام برو المدعو " مهند برو أبو الفضل" كان من بين القتلى في تلك الاشتباكات. وتشير المصادر إلى أن الأجواء متوترة للغاية بين المجموعات المسلحة وثمة مطالبات بضرورة تدخل "المحكمة الشرعية" في الموضوع درءاً لفتنة كبيرة.
هذه النهاية المأساوية وغير المتوقعة من جانب المسلحين لما سمي بـ معركة تحرير قمة النبي يونس الاستراتجية، دفعت بعض النشطاء إلى تسميتها بـ "المهزلة".
وقد قال الناشط المعارض حمدان إبراهيم لـ عربي برس:" كانت الأمور تسير وفق ما خططت له الكتائب الإسلامية وعلى رأسها المهاجرين حتى افتعلت بعض الكتائب الفاسدة مشكلة مشبوهة أربكت الصف" وأضاف: " لا أعلم لما سُمح لقادة في الساحل عليهم ألف علامة استفهام المشاركة في المعركة، ولو أننا أحسنا الظن لأبعد حد فيهم، فهم أصل فشل أغلب العمليات" وختم بالقول: " للمرة المليون، من يريد أن يربح أي معركة في الساحل فليبنِ استراتيجيته على استبعاد أغلب ما يسمى كتائب الحر المخترقة للنخاع في الساحل".
وتصديقاً للهزيمة الكبيرة التي تعرضت لها المليشيات المسلحة في قمة النبي يونس، فقد أصدر المركز الإعلامي لجبل التركمان بياناً حول هذا الموضوع قال فيه: " ما حدث في (مهزلة) قمة النبي يونس أمر لا يمكن السكوت عليه" وأضاف " إن ما حدث في هذه المهزلة أمر يجب التوقف عنده طويلا فأن نترك العدو المتربص بنا ونتقاتل فيما بيننا،أمر عجيب" وطالب البيان بـ " تشكيل لجنة لمعرفة أسباب هذه المهزلة وإصدار قرارات ملزمة للجميع و من لم ينفذها يتم التشهير به".
